فجر جيش الاحتلال الإسرائيلي، المبنى الرئيسي لجامعة "الإسراء" جنوب مدينة غزة في 17 يناير 2024. وبحسب بيان صدر عن الجامعة في 18 كانون الثاني/يناير 2024، فقد احتلت قوات الاحتلال، مبنى الدراسات العليا والبكالوريوس الرئيسي جنوب مدينة غزة، لمدة 70 يوماً، واستخدمته قاعدة عسكرية لآلياتها، ومركزاً لقنص المدنيين العزّل، في مناطق شارع الرشيد والمغراقة والزهراء، ومعتقلاً موقتاً للتحقيق مع المواطنين قبل نقلهم إلى معتقلات أخرى.

وأكد البيان، أن قوات الاحتلال، قبل نسف البناء، نهبت نحو 3000 قطعة أثرية نادرة، من المتحف الوطني التابع للجامعة، وهو متحف مرخص من وزارة الآثار، وهو الأول من نوعه في الضفة وغزة. وكذلك اتهمت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية الجيش الإسرائيلي "بنهبها قبل نسف مبنى المتحف للتغطية على آثار جريمتهم"

كما نسف جيش الاحتلال مباني المستشفى الجامعي الأول في قطاع غزة، ومباني المختبرات الطبية والهندسية، ومختبرات التمريض، واستوديو التدريب الإعلامي، وقاعة المحكمة الخاصة بكلية القانون، وقاعات التخرج. وذلك بعد نهب محتوياتها الثمينة، التي طالما استخدمها طلبة العلم في مختلف الكليات، لإثراء أبحاثهم العلمية، وتنفيذهم أنشطتهم المنهجية واللامنهجية فيها.

كذلك، قال بيان الجامعة إن طائرات الاحتلال، قصفت مسجد الجامعة الرئيسي داخل الحرم الجنوبي ودمرته. كما تم نسف مبنى الكافتيريات. واستهدف أيضاً ضمن مقرات الجامعة، مقر الدراسات المتوسطة "الدبلوم" الواقع شمال قطاع غزة، ومقر التعليم المستمر والتدريب المهني الواقع في حي الرمال، وقد تحولا إلى مقرّين للنازحين.

وقد أظهر فيديو نشرته مواقع إسرائيلية، تفجير جيش الاحتلال لمبنى في جامعة الإسراء. وقد آثار الكثير من التساؤلات من الصحافيين والمتابعين. فاضطر جيش الاحتلال للتحقيق في التفجير، على اعتبار أن تفجير مثل هذه المنشآت يتطلب إذناً من رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال. وفي نتيجة التحقيق، أعلن جيش الاحتلال في 11 آذار/مارس 2024، توبيخ قائد الفرقة 99 الجنرال باراك حيرام رسمياً، بسبب قيامه بنسف جامعة الإسراء من دون الحصول على التصريح اللازم. وكان جيش الاحتلال قد ادعى أن حركة "حماس" "استخدمت مبنى الجامعة ومحيطه لنشاط عسكري ضد جيش الاحتلال". وادعى حيرام كذلك، بأن "قواته شعرت بالخطر بسبب معلومات استخباراتية مفادها أن حماس لديها شبكة من الأنفاق تحت الجامعة، وكان يخشى أن يقوم نشطاءها بنصب كمين لهم". وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، إن قائد القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، قال لحيرام بعد توبيخه: "لو قدمت طلباً لهدم الجامعة، لكنت سأوافق عليه".